لَحَظاتُ المَساءِ تَسْكُبُنَا شَوقًا وَ تَوْقًا لأحْبَابِنَا 

نَذْرِفُ وَ نَحِلُ بِكَبِدِ الوَجَعِ 

وَ لا نَجِدُ مِن الحَلِ مَخْرَجًا سِوَى الدُموع الهَاطِلات 

قَد تَكونُ أَسلحةُ الضعفاءِ وَ لكنَّها فِي الحَقِيقةِ عَظمةُ الأقْويَاء .

فِي المَساءِ حَكايا لَنْ تَحْملها دَفَتّي كِتاب 

لا تَقدرِها إلا رِياحٌ تَحْمِل الأنِينَ وَ الحَنين 

وَ تَنْثُرُ رَائِحَة العِطْرِ حَول المَحْبوب .

عِنْدَما تَسْكُن الدُنْيَا يَسْتَيقِظُ هُو 

وَ عِنْدَمَا تَجِفُّ كُلُ أَحْبَارِ الدُنْيَا 

يَسْتَقِي مِدَادهُ مِنْ سَكَباتِ الليلِ المُتدَفِقَة .

فِي المَساءِ يُسْدِلُ الليلُ عَلَى كُلَ صَوْتٍ إلا صَوْته

وَ يَبقى أزِيزٌ لا مَعنى له سِوى قَلب نَابض 

يُنادي ...

سَأموتُ لِتَحْيا ..!

سَأجفُ لتَنمُو وَ تُزْهِر ..!

سَأبكيكَ بَعْدَ مَماتي ...

فَوصيتِي أَن تَزُورني كُل يَوْمٍ 

وَ تَمكُثَ قَدْرَ حُبكَ لِي !

ثُم اسْقِي رُفَاتِي بِبعضِ دَمْعِكَ 

فَقدْ سَكَبتُ عَليكَ أَنْهَارا!!

كُل مَساءٍ حُلمٌ يَتبددْ بِإشراقِ الشَمْسِ

وَوعدٌ يَتوقُ لمسَاء جَديدٍ 

وَ دَمْعٌ لا يَعْرِفُ لِمَ يَنْسَكِب !!

وَ مُزْنٌ لا تُمْطِرُ سِوى الأشْوَاقِ .

كُلُ ذَلكِ فِي المَساءِ 

فَما أَحْلَى المَساءَ .

Comments (0)