( بسم الله الرحمن الرحيم

أيها الإخوة :

إني اعلم أن وقوفي أمامكم مذلة لكن السكوت عما نحن فيه مهانة , يعلم الله عالم ما في السموات والأرض أني ما وقفت أمامكم إلا حين اسودت الدنيا بوجهي وقست الظروف لما أصيب به والدي بجلطة في الدماغ أدت إلى وفاته وأصبحت أعول أسرة كبيرة لها مطالبها واحتياجاتها ولعل الله يعوضنا من يرحم ويشفق
قال رسول الله " ما نقص مال من صدقة "
وجزاكم الله خير الجزاء )....انتهى

كانت هذه نص الرسالة ..طرق على زجاج السيارة ليناولني ورقة صفراء يحمل الكثير منها, لم يتحدث أعطانيها وغادر, قرأتها

وحملتني الشفقة عليه..رأيته ولى وإذا به يوزع المنشور على كل السيارات الواقفة , بكل ثقة عاد ثانية ليجني ما بذر من ورق وعاد

يمد يده ويرفع إصبعه للسماء , نظرته شاب صغير السن في مقتبل العمر , ينبض حيوية ,عاد أسِفا فقد فهم الجميع خطته المنمقة في

التسول بأسلوب يعتبره هوحضاري ..كان يقول والله ماعندي ريال " طيب السؤال من أين جئت بالمال لطع هذه المنشورات

" ...سبحان الله .!

ظاهرة التسول باتت مؤرقة في المجتمعات العربية والغربية على حد سواء ..لكن ربما زادت وتيرتها لدينا ربما لانتشار الفقر وطغيان

طبقات معينة على المال العام و نقص باب الصدقات التي يفترض أن تسد جوعات المحتاجين قبل أن يضطروا للسؤال .

وأسباب كثيرة تصب كلها في تسول وسحق ماء الوجه وابتذال الروح والأدهى الكذب وادعاء الأمراض والشكوى بها وإيذاء النفس

بقطع الأعضاء أو تشويهها كفقع العين أو أمور كثيرة لا تخطر على البال , وكله للوصول للشفقة في قلوب المحيطين .

ظاهرة التسول يجب أن تقاوم ويجب أن نتعاون للقضاء عليها ففيها من الظلم الكثير خصوصا عندما تتناول الأطفال ويتم العبث

ببراءتهم وطفولتهم وتنموا الذلة واحتقار النفس والاعتماد على الغير وإحباط كل المهارات والقدرات الانساية دواخلهم .

قبل أن تعطي سائلا انصحه وادعه للعمل ستكسب فيه أجرا عندما تدله ولا تتخلص منه ببذل مال فأنت هنا تعين الفساد على

الاستمرار.

إذا تكاتف المجتمع وأدى حق الله لن يبقى متسول رغم أن البعض اعتاد ولكنه مرض اجتماعي خبيث يفكك المجتمع لطبقات ..

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تزال المسألة بأحدكم حتى يلقى الله وليس في وجهه

مزعة لحم".

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من سأل وله ما يغنيه جاءت مسألته يوم القيامة

خدوشاً أوخموشاً أوكدوحاً في وجهه " قيل: يا رسول الله وما يغنيه؟ قال: " خمسون درهما أو قيمتها من الذهب ".

وصح من حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أن الله عز وجل يكره ذلك فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

" إن الله - عز وجل - حرم عليكم عقوق الأمهات، ووأد البنات، ومنعا وهات، وكره لكم ثلاثا: قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة

المال "

وجاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قد ضم الجنة لمن لم يسأل الناس شيئاً ؛ فعن ثوبان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله

عليه وسلم : " من يتقبل لي بواحدة وأتقبل له بالجنة " قلت: أنا. قال:" لا تسأل الناس شيئا " قال: فكان ثوبان يقع سوطه وهو

راكب فلا يقول لأحد ناولنيه حتى ينزل فيأخذه.

وقانا الله من شر هذا المرض وحفظ مجتمعنا ونقاه من هؤلاء المبعثرين في الطرقات والمساجد وعلى ابواب البيوت .















 



Comments (0)