الجزء الثاني تحت غطاء التماس الأعذار هل هو خطأ زوجي .

- أنت لا تفهمني .

- وأنت لا تُطيعنني .

- أنت مرهِق .

- وأنت تحتاجين للأدب .

ثم يمضي اليوم واليومان والزوجان في خصومة ونفور , حتى يتم التنازل من الطرفين بغض النظر فيمن كانت له البادرة في ذلك

ويتم التماس العذر فيقول الزوج قد تكون مرهقة وتقول الزوجة قد يكون مضغوط وتنتهي المسألة عند قد وقد ولا يتم فهم الأمر

المـُوقع في المشكلة .

حقيقة قد يظن الكثير أن هذا الصواب في الأمر , بيد أن الأمر يختلف من وجهة نظر نفسية وقد راق لي حديث الدكتور طارق الحبيب

عندما طرح مسألة التماس الأعذار فوضع فيها أسسا لالتماس العذر , فليس الأمر يترك على عواهنه وكل مرة يُلتمس العذر

وتترسب الغضبة وراء الغصبة في قاع القلب لتغطيه وتبعده رويدا رويدا عن الحب الطبيعي المفروض تواجده بين الزوجين والذي

يسبب الجفاف بينهما على مر الوقت .

هنا في نظر الطب النفسي يجب على الزوجين أن يقعدا في جلسة مصارحة حقيقية لمَ تم هذا الخلاف ؟ ويجب أن يصلا لحل الجذور

المختلف عليها وإلا ستدوم حياتهما بذات المنوال ما دام الأساس مختلفا فيه ولا حرج أو عيب أو نقص من قيمة الرجل أن يقعد مع

زوجته بهدوء ليطرح الأمر وليس في الأمر أي فلسفة كما يدعي بعض الرجال ويرفضون ذلك من نسائهن عند طلبهن لجلسة

مصارحة واتفاق .

إذا فالتماس الأعذار بحدود بعد الاتفاق على الأصول , والتنازل عن محبة وليس عن غصب ورغبة في إبقاء علاقة هشة بصورة

جميلة أمام المجتمع .

ولكن يبقى بعض الرجال بحاجة ماسة لدورة تثقيفية في فن التعامل مع زوجته وفن تعاطي الحياة الزوجية وطريقة التقدم فيها فهي

شركة أسرية بحاجة لعناية وتحتاج النساء أن يتعلمن كيفية فهم قلب الرجل وطريقة تفكيره للوصول للتقارب بينهما .

بالنسبة للرجال ..

يحتاج الرجال أن يتعلموا الجرأة في الافصاح عن مشاعرهم لزوجاتهم والصدق في البوح بما يشعرون والتعبير بكل الطرق والوسائل

الممنوحة لهم ولهم في الحبيب صلى الله عليه وسلم كل القدوة فما سيرته النابضة والواعية بطبيعة الأنثى ببعيدة أو صعبة على أي

رجل , وما تدليله عائشة بعائش غريب , ما مسابقته لها ومسامرته وحديث أم زرع الذي عبر فيه عن حبه وتتبع أثر مشربها وحملها

على كتفيه عند رغبتها في مشاهدة رقص الأحباش والكثير الكثير المملوء بالحب والود والرحمة منه بأبي هو وأمي لنسائه خصوصا

وللنساء عامة .

ليتعلم الرجال منه قبل أن تدركهم فواجع البيوت " الصمت القاتل " , " الحياء الزوجي اللامنطقي " , " التبلد وموت المشاعر " ,

العنوسة المبكرة في العلاقة الخاصة " , والأمراض التي قد ترتبط بها صحيا ونفسيا .

ورسالتي لمن يقرأ رجالا ونساءا رفقا بقلوبكم ورفقا بحياتكم ورفقا بما أنشأتم أسركم عليه وليدم الله المحبة في القلوب .

في جزء تالي سأتناول بعض المقترحات للوصول للسعادة الزوجية للطرفين .

Comments (6)

On 28 نوفمبر 2011 في 12:08 ص , هويس مصر يقول...

استاذتى ... دام تالقك دائما ...
من هنا ومن خلا قراتى لتلك الموضوع وفى هذا الجزء استطيع ان اقول ...
ليست المرأة جاريه لدى الرجل فهى روح وجسد وعقل تفكر كما يفكر الرجل ...
واذا سلما (( جهلا )) بالمقولة التى تقول ان النساء ناقصات عقل ودين ... افسرها
ناقصات عقل وذلك بسب حبا الشديدللرجل فاينما ذهب ى فى قدمه (( وراءة )) واى شئ يقوله فهى مؤمنة عليه ومردده له فبالل عليك مثل هذا المخلوق الا يستحق الاحترام ..
وعن شق ناقصات دين ... فهذا لا يعنى الكفر والعياذ بالل او عدم علمها بالدين ولكن ماوهبها الله وما جعله فيها هو ما يجعلها تبتعد عن الفروض لمده محدده ...
فى مسالة الاعذار والتماس العذر نعم التماس العذر واجب بين الطرفين فى كل الاحيان حتى تستمر ساعدة الاسرة ولكن لا بد من الجلوس سويا لمعرفه سبب المشكل لتجنب حدوثه مرة اخرى ...
واقول للرجال ....

اخى ... بين الضلوع اسكنها
كن لها ماواها ومسكنها
كن لها ماكلها ومشربها
تكن بك فى الصورة ابهى
حلق بجناحيك حول قلبها
ملكها فيك لتتملكها
واخفض لها جناحا من الرحمه
تبقيك فى العين
وتكون داها ومسكنها

واقول لكل زوجه

اختاه ... على درب الفضيلة ارشديه
وان كان غاضبا تحمليه
وان كان مريضا طيبيه
فبيديك يضيع الوجع
ومن حنان عينيك اسقيه



استاذتى ... اتابعكى بشغف فى موضوع لطالما تحدثت فيه
شكرا لك وفى انتظار البقيه

 
On 28 نوفمبر 2011 في 12:26 ص , الأديبة / فاطمة البار يقول...

اهلا بك اخ محمد واشكرك على متابعتك للموضوع وعلى اثرائك له بجميل تعليقك
كلنا هدف واحد تقوييم مشاكلنا بطريقة صحيحة والوصول للسعادة عند فهم الآخر جيدا
يعطيك العافية اخي

 
On 29 نوفمبر 2011 في 10:25 ص , أم حمزة يقول...

كل ما قلت صحيح
فكانك تتحدثين عني وعن تجربتي
فالتماس العذر والتروي وجلسات المصارحة لها الاثر الايجابي لتنمي العلاقة الزوجية وتقريب وجهات النظر وكل منا يعرف خطأه وبهذا تتقارب النفوس وتستمر الحياة

 
On 29 نوفمبر 2011 في 3:02 م , الأديبة / فاطمة البار يقول...

مرحبا بك أم حمزة ..
نحتاج دائما لالتماس العذر تحت غطاء التفاهم والحل للمشكلة لا العبور والتجاوز الخاطئ
سلمت اختي وأدام الله البهاء والفرح في حياتك
شاكرة جميل تعليقك

 
On 1 ديسمبر 2011 في 12:17 م , Enaya يقول...

هويس مصر
كلام جميل جدا أعجبني
من وجهة نظري اعتقد أن المشكلة تكمن في أن المرأة قد لا تستطيع تحكيم العقل في بعض مواقف المواجهة
قد تغلبها العاطفة قد تثور وتغضب وتبكي ففي اغلب الأحيان لا تستطيع فن التماس الأعذار
فنحن مستعدون للهجوم للدفاع عن حقوقنا لا نستطيع ضرب الرجل لا نستطيع الخروج من المنزل والتوجه الى مكان نشعر فيه بالراحة والهدوء
لذا فالدموع هي سلاحنا الأبدي البسيط .....
سلاح مسالم نجد من خلاله متنفس لمشاعرنا المجروحة وكرامتنا المهدرة
لا تتوقعوا من امرأة قد تتفانى في حب زوجها وتتفنن في إرضائه وإسعاده ان تكون قادرة في أحيان كثيرة إلى تحكيم عقلها أمام برود الرجل وتجاهله لوجودها واعتبارها مصدر النكد والإزعاج فالرجل يطالب المرأة بأشياء هو ذاته لا يقوم بتطبيقها
يريدها مخلوق رومانسي حالم صامت مثالي من غير عيوب او نقائص ,
يريدها جارية تكرسها حياتها لخدمته,مربيه لأطفاله,طباخه ماهرة ,امرأة مجامله لأهله ولضيوفه ,مراعيه لنفسيته , متكيفة مع مزاجه المتقلب وإنسانه صبورة على فقره بغض النظر عن حالتها الصحية او النفسية او مزاجها ..........................الخ
هل صادفتم او سمعتم عن ارمله تبحث عن زوج في ثالث ايام العدة؟؟؟؟؟؟
الأرمل فعل
هل هناك رجل فكر في كيفية إسعاد زوجته ؟؟؟؟هل سألها يوما ماذا تحبين وماذا تكرهين؟؟؟
هل فكر يوما في سبر أغوار امرأة عمره ,نصفه الثاني؟؟؟؟
فالرجل مخلوق متطلب يجيد فن الانتقاد ويطالب المرأة بإتقان فن التماس الأعذار
معادلة غير مكتمله
عجبي

 
On 1 ديسمبر 2011 في 4:29 م , الأديبة / فاطمة البار يقول...

اهلا عناية ...
المرأة والرجل مكملان رئيسيان للحياة الزوجية التي تحتاج للاحترام والتفاهم وفهم النفسية وترك المزاجية ومراعاة احوال وظروف الآخر
اهلا بك وارجو متابعة القسم الاخير من الموضوع لتعلقيات القراء خارج نسايم