بالأمس كنت في قسم طوارئ أحد المستشفيات الخاصة في جدة المحمية مع ابنتي المنهكة وإذا بصبي في الرابع عشر هكذا يبدو

يبدد صمت المكان بصراخه إليكم قصته " كان قافلا من مدرسته فدهسته سيارة طار على إثر ضربتها للرصيف ..ولى صاحب

السيارة هاربا ليترك الصبي ينزف ويعاني كسوره ..رأف به أحد الطيبيين فحمله في الوانيت لهذا المستشفى الاقرب له واستدعي

والده ..المحزن أن المستشفى رفض علاجه لأن المرور لم يباشر حالته والاسعاف لم ينقله.. كان يبكي ولا يقدر ان يتحرك وكان

والده يصيح به تارة و يهدئه تارة يرجو المستشفى ان يعطوه ولو مسكنا ..فجأة قال له الطبيب عفوا لن نعطيه اي شئ حتى يأتي

المرور ولأن المرور لن يأتي :( فاذهب به لأي مستشفى حكومي ..طيب اعطوني سيارة إسعاف ..لا يمكن ان نعطيك فلن يقبلك اي

مستشفى ولن نتحمل مسؤليتكم و لن يأتي الهلال الاحمر لينقله من هنا ...سقطت بيد الرجل وبدأ اهله يلتفون حوله ثم أخبرهم

الطبيب ..احملوه بأي سيارة وانيت جمس اي شئ واسع ...حضرت السيارة ولم يحمله الممرضين خوفا من اي يتحملوا اي مسؤليه

فقط يقولون انتهبوا برفق فلديه نزيف حاد ..وعظامه مفككة حملوه وهو يصرخ بصوت متهدج يمزق الاوصال وغادروا ...

سؤال عريض بعرض الكرة الارضية لماذا ؟؟ هل يُترك المصاب ليموت حتى يصل المرور والاسعاف لينظره ام يُسعف باي طريقة ؟؟
 
والأدهى كما يحدث غالبا أن يتهم المبادر بنقل المصاب بأنه الفاعل وهو لم يكن سوى فاعل خير فحسبنا الله ونعم الوكيل

Comments (2)

On 30 سبتمبر 2011 في 11:52 م , وفاء يقول...

سؤال يحيرني لماذا الامور اصبحت عندنا بهذا الشكل؟
ماهو مكمن الخطأ؟


ذكرتني هذه القصه بوالدي عندما عمل عمليه في رقبته ووضعوا له جهاز تنفس متصل بالحلق وانسد الجهاز واختناق والدي ولم يستطع التنفس وكان الجميع ينظر اليه وهو يختنق ولا يساعدونه في اخراج الجهاز خوفا من المسؤليه والطبيب غير موجود الى ان تقدم ممرض شجاع وفك الجهاز وهو يقول لهم هل ستتركون الرجل يموت .سبحان الله الخوف من المسؤلي

 
On 30 سبتمبر 2011 في 11:54 م , الأديبة / فاطمة البار يقول...

اهلا وفاء..
بالفعل الجميع يهرب من المسئولية ولكن من يضر مخلوق وهو يقدر على مساعدته فلن يهرب من عقاب الله ...
اهلا بك صديقتي