" العلم والمعرفة لا تؤسس وجدانا يتمثل القيم والنبل والكرم والسمو

العلم شأن آخر "

..الاستاذ محمد الفيفي

كانت هذه الكلمات للاستاذ محمد الفيفي أفتتح بها مقالي اليوم الذي أتحدث فيه عن واقع وحال المشتركين والمشتركات في

الفيس بك  وطرق التواصل الاجتماعي في العالم الافتراضي

الجميع يعلم ويعلم ويعلم ان الاصل في التعامل البشري افتراضية الصدق والثقة المتبادلة بين الطرفين

وان الاصل الاباحة في التعامل بين الجنسين مالم تخرج المعاملة عن دائرة الخلق .

في العالم الافتراضي كلنا يعلم ان الجميع يظهر بالصورة المثالية والرسمة الجميلة له ولا يظهر الا المحاسن

ويخفي العيوب قدر الامكان .

مسألتي التي أطرحها اليوم هنا ماجاءت وليدة القصة التي سأاذكرها ولكنها شئ يدور في خلدي من وقت كبير

" الفتاة تعرفت على رجل ذا علم ابتزها بأي طريقة منه ونال منها بعض الصور وبدأ يهددها بها أصابها الامر بانهيار عصبي

فكيف تواجه اسرتها وكيف تخبرهم بما جرى دخلت على إثر ذلك للمستشفى " قصة حقيقية لفتاة ستر الله عليها

ربما أحبته فوقعت في شراكه وربما وثقت به لدرجة لا تجب وربما عانت ضغوطا وكبتا اضطرها للخروج والبحث عمن يستمع

لها وفي كل الظروف التي دفعتها هي ملامة بلا شك أو ريب

لكن تبقى امامنا بعض النقاط المهمة والتي يجب أن تُثار

ما الذي يدفع الشباب في العالم الافتراضي للجوء لمثل هذه التصرفات ؟

ومامعيار الثقافة والأدب عندهم ؟

وأين تختفي شهامتهم ومروئتهم وتربيتهم ؟

ولماذا لا يبادلون الاحساس الصادق بمثله أو يتجاوزون الأمر للعلاقة البشرية العادية ؟ والأخوة مقدمة بالتأكيد

وهل الموضة هي التصيد ؟

لو رجعنا لأصل الموضوع في التربية التي تقوم عليها مجتمعاتنا والتي تعاني من نقص كبير في العواطف والمشاعر والتي تؤدي

الى خلل يوصل الشاب الى البحث عن شئ قد يسميه حبا وقد يسميه اعجابا وقد يسميه لجوءا غير محسوس لرائحة الامومة

والحضن الدافئ فمنذ أن يكبر الفتى يبتعد عن احضان والديه وتصير الضمة له عيبا فتقل المشاعر لديه على مر الأيام حتى يفقدها

فيعود منتكسا باحثا عنها في أي مكان وبأي طريقة كانت .

كما يلجأ البعض الى هذه العوالم لسهولة الظهور بشخصيات مزيفة ولعدم حصول التبعات او الملاحقات القانونية عند وقوع الخطأ .

في النقص في التربية الذي اوقع الكثير نكتة لطيفة فنحن ننمي في الطفل أن الثقافة هي التفوق الدراسي والحصول على أرفع

الدرجات والمناصب والرقي التعليمي والجامعي فقط بينما نغفل عن الاهم وهو التربية الأخلاقية والمسالمة مع الروح

والتعويد على فضائل الصفات من الصدق والكرامة والشجاعة والاباء والشموخ والنخوة والهمة والكثير الكثير

وهنا نستطيع ان نضع بجزء كبير من اللائمة على الاهل والتربية والفقر العاطفي الذي ألقموه أبنائهم مع الطعام

او قد تكون المبالغة والدلال الزائد الذي يفقد الرجولة و عد م المسئولية او الاحساس بالغير

مما يسهل تعامل الشاب والرجل مع المرأة بغير احساس وبتلاعب منه ويحسب ان كل العوالم الافتراضيه انما هي

للترفيه كما حدث لأختنا من ذلك المثقف بشدة صاحب الشهادة والمبتعث واللاعب بها من هناك .

وهؤلاء الذين يتشدقون باسم الثقافة والعلم ويملكون من الشهادات أعظمها واكبرها ثم يضعون أنفسهم في قوالب مشينة لم يفهموا

حقا ماهية الثقافة والتي يجب ان ترقى بهم في سلم الحياة الاجتماعية ..يفقدون شهامة العربي ونخوته ويوقوعون

الفتيات اللواتي هن ايضا ضحايا التربية الجافة والناقصة لهن ودور التهميش الذي يعشنه حتى لو بلغن مناصب قيادية .

باتت عمليات التصيد للفتيات وللنساء الواقعات في مشاكل وهموم عمل البعض كصاحب القضية موضة ولكنها تكلف الكثير من

خسارة الشرف والاخلاق وتضرب بعرض الحائط  كل الاخلاقيات فهل نقف جميعا لتوجيه وتصحيح هذا الاشكال الذي بدأ يظهر

كمرض ؟

من هنا أدعو الجميع لحسن الخلق والصدق في التعامل واظهار النوايا الحسنة و البعد عن المزالق التي يظنون فيها النجاة وهي

اكبر المزالق لهم ...والحياة ديون

تلك الاخت التي اثيرت قصتها وكان الله في عونها حقا ما زالت ومثلها الكثير تخاف من نقاش الأهل في الورطة التي وقعت بها فهم

لن يفهموا اطلاقا غير أنها عبثت وأطلقت صورها ولا ندري

بأي الاوضاع كانت ..تلك المسكينة ضحية ذلك الشاب المثقف المبتعث التي رسم صورة سيئة لديها ولدينا جميعا عن دور أولئك

المغتربين لطلب العلم في رفع العلم أو وضع صورته لدى المجتمع فهل يرضى المجتمع بالجهل حتى يضمن السلامة بالطبع لا ولكن

على البيوت أن تقيم العلاقة الصحيحة في مكانها

ولتعطف على الشاب والفتاة و تحتوي عواطفهم ومشاعرهم وتبث الحنان والمحبة فيها ولنا في نبينا الذي كان عليه افضل الصلاة

والسلام يقبل ابنته فاطمة عندما تدخل إليه على جبينها ويقوم ليجلسها مكانه

ويدخل بيتها ويجلس في فراشها بينها وبين علي كرم الله وجهه ليعطيهما جرعات الامل والنصائح الابوية التي تعينهم في حياتهم

دور الآباء والأمهات لا ينتهي بالتربية عند الصغر فمع نمو العيال تنمو همومهم وتكبر وتحتاج للقرب أكثر حتى نتجاوز الامثلة

السيئة التي نسمع عنها كل يوم وحتى نعرفهم كيفية التعامل المسموح والتبادل الفكري والثقافي وان الخطأ ليس في تعامل الذكر

والانثى إنما في طريقة النظرة التي وُرثت أن كل علاقة بينهما ستكون شهوانية بحته .

والامر واسع كبير أكتفي بهذا القدر منه وأترك بقية الموضوع للنقاش مع القراء وأرجو ذلك منهم تفاعلا ووصولا للهدف ومن

لديه تجربة فليضعها مشكورا وأتمنى معرفة آراء الشباب .

لماذا يفعلون هذا وهل يرون العوالم الافتراضية للمزاح واللعب فقط ؟؟وللشابات أيضا ماذا تعني لك هذه العوالم ولماذا تثقين بسرعة
 
في أي شاب قال لك أحبك ؟

Comments (0)