أحمدك يا الله ... ياخالق كل شئ ومدبره....  يا قاضي الأمور والحاجات .... وأسألك الخير والفضل والجود منك يارب

وأصلي وأسلم على خير خلقك نبيك وعبدك محمد صاحب الرسالة الخاتمة شفيعنا في الآخرة ..

بلغنا اللهم كل فضل واصرف عنا كل أذى وارفع لنا الدرجات

ونسألك كل ليلة في رمضان العلا من الجنة

اللهم ارفع الكرب عن أمتنا و أزل الظلم عن الشعوب وقوهم بالايمان بك واكتب من مات منهم شهيدا في فردوسك

اليوم نبتدئ سورة الأنعام بفضل الله وتيسير ونتاول الآيات من 1 -62  أمره وأرجو أن يكون أحبتي قد ساروا جيدا معي في الحفظ او المراجعة كل على قدر

همته .

سورة الأَنْعَام 6/114

سبب التسمية :

سُميت ‏بـ ‏‏" ‏سورة ‏الأنعام ‏‏" ‏لورود ‏ذكر ‏الأنعام ‏فيها ‏‏" وَجعلوا ‏لله ‏مما ‏ذرأ ‏من ‏الحرث

‏والأنعام ‏نصيبا ‏‏" ‏ولأن ‏اكثر ‏أحكامها ‏الموضحة ‏لجهالات ‏المشركين ‏تقربا ‏بها ‏إلى

‏أصنامهم ‏مذكورة ‏فيها ‏ومن ‏خصائصها ‏ما ‏روى ‏عن ‏ابن ‏عباس ‏أنه ‏قال ‏‏" ‏نزلت ‏سورة

‏الأنعام ‏بمكة ‏ليلا ‏جملة ‏واحدة ‏حولها ‏سبعون ‏ألف ‏ملك ‏يجأرون ‏بالتسبيح" ‏‏.

التعريف بالسورة :

1) سورة مكية ماعدا الآيات " 20،23،91،93،114،141،151،1 52،153 " فمدنية .

2) من السور الطول .

3) عدد آياتها165 آية .

4) هي السورة السادسة في ترتيب المصحف .

5) نزلت بعد سورة " الحجر" .

6) تبدأ السورة بأحد أساليب الثناء وهو " الحمد لله " .

7) الجزء "8" ، الحزب " 13،14، 15" ، الربع " 1،2،3،4 " .

محور مواضيع السورة :

سورة الأنعام إحدى السور المكية الطويلة التي يدور محورها حول " العقيدة وأصول الإيمان " وهي تختلف في أهدافها ومقاصدها

عن السور المدنية التي سبق الحديث عنها كالبقرة وال عمران والنساء والمائدة فهي لم تعرض لشئ من الأحكام التنظيمية لجماعة

المسلمين كالصوم والحج والعقوبات وأحكام الأسرة ولم تذكر أمور القتال ومحاربة الخارجين على دعوة الاسلام كما لم تتحدث عن

أهل الكتاب من اليهود والنصارى ولا على المنافقين وإنما تناولت القضايا الكبرى  الاساسية لأصول العقيدة والإيمان وهذه القضايا

يمكن تلخيصها فيما يلى :

1 ـ قضية الألوهية .

2 ـ قضية الوحي والرسالة .

3 ـ قضية البعث والجزاء .

سبب نزول السورة :

قال المشركون : يا محمد خبرنا عن الشاة إذا ماتت من قتلها قال : الله قتلها قالوا :  فتزعم أن ما قتلت أنت وأصحابك حلال وما قتل

الكلب والصقر حلال وما قتله الله  حرام ، فأنزل الله تعالى هذه الآية وقال عكرمة : إن المجوس من أهل فارس لما أنزل

الله تعالى تحريم الميتة كتبوا إلى مشركي قريش وكانوا أولياءهم في الجاهلية وكانت بينهم مكاتبة أن محمدا وأصحابه يزعمون أنهم

يتبعون أمر الله ثم يزعمون  أن ما ذبحوا فهو حلال وما ذبح الله فهو حرام فوقع في أنفس ناس من المسلمين

من ذلك شئ فأنزل الله تعالى هذه الآية .

2) قال ابن عباس يريد حمزة بن عبد المطلب وأبا جهل وذلك أن أبا جهل رمى رسول  الله بفرث وحمزة لم يؤمن بعد فأُخبِر حمزة بما

فعل أبو جهل وهو راجع من قنصه  وبيده قوس فأقبل غضبان حتى علا أبا جهل بالقوس وهو يتضرع إليه ويقول : يا أبا

يعلي أما ترى ما جاء به سفه عقولنا وسب آلهتنا وخالف اباءنا قال حمزة : ومن  أسفه منكم تعبدون الحجارة من دون الله أشهد أن

لا اله الا الله لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله فأنزل الله تعالى هذه الآية . جاء به سفه عقولنا وسب آلهتنا

وخالف اباءنا قال حمزة : ومن أسفه منكم تعبدون الحجارة من دون الله أشهد أن لا اله  الا الله لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله

فأنزل الله تعالى هذه الآية .

3) عن عكرمة في قوله " قَدْ خَسِرَ الذينَ قَتَلوا أَولادَهُم سَفَهًا بِغيرِ عِلمٍ " قال نزلت  فيمن كان يئد البنات من مضر وربيعة كان

الرجل يشترط على امرأته أنك تئدين  جارية وتستحيين أخرى فاذا كانت الجارية التي توأد غدا من عند أهله أو راح

وقال أنت علي كأمي إن رجعت اليك لم تئديها فترسل إلى نسوتها فيحفرن  لها حفرة فيتداولنها بينهن فإذا بصرن به مقبلا دسسنها

في حفرتها وسوين عليها التراب .

فضل السورة :

1) عن ابن عباس قال: أنزلت سورة الأنعام بمكة معها موكب من الملائكة يشيعونها قد طبقوا ما بين السماء والارض لهم زجل

بالتسبيح حتى كادت الارض أن ترتج من  زجلهم بالتسبيح ارتجاجا فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم زجلهم بالتسبيح رعب

من ذلك فخَرَّ ساجدا حتى أنزلت عليه بمكة .

2) عن أسماء بنت زيد قالت نزلت سورة الأنعام على النبي أن كادت من ثقلها  لتكسر عظام الناقة .

ط:

- " في آذانهم وقر " قال قتادة يسمعونه بآذانهم ولا يعون منه شيئا كمثل البهيمة تسمع النداء ولا تدري ما يقال لها " .

- " إنما يستجيب الذين يسمعون " شبه الله الكفار بالموتى لأنهم موتى القلوب قال قتادة الآية مثل المؤمن والكافر فالمؤمن من سمع

كلام الله فانتفع به وعقله والكافر أصم أبكم لا يبصر هدى ولا ينتفع به .

- مبلسون ..أصل الابلاس السكوت وانقطاع الحجة ويأتي بمعنى اليأس والقنوط .

س:

- ذكر الله الظلمات بالجمع لكثرة موادها وتنوع طرقها ووحد النور لكون الصراط الموصلة الى الله واحدة لا تعدد فيها .

ك:

- قال رسو ل الله " ان الله لما خلق الخلق كتب كتابا عنده فوق العرش ان رحمتي تغلب غضبي "

- وقال " بلغوا عن الله فمن بلغته ءاية من كتاب الله فقد بلغه أمر الله "

- عن ابي مرزوق : يستقبل الكافر او الفاجر عند خروجه من قبره كأقبح صورة وأنتنها ريحا فيقول من أنت ؟ فيقول : أوما تعرفني؟

فيقول : لا والله الا ان الله قبح وجهك وأنتن يحك فيقول " أنا عملك الخبيث  هكذا كنت في الدنيا خبيث العمل منتنه ظالما ركبتني في

الدنيا هلم أركبك .

- قال عليه السلام لمعاذ: أتدري ما حق الله على العباد " ان يعبدوه و لا يشركوا به شيئا ثم قال أتدري ما حق العباد على الله اذا هم

فعلوا ذلك : ان لا يعذبهم" رواه احمد .

- عن ابن عباس قال : خلق الله النون وهي الدواة وخلق الالواح فكتب فيها امر الدنيا حتى ينقضي ما كان من خلق مخلوق او رزق

حلال او حرام او عمل بر او فجور وقرأ" وما تسقط من ورقة الا يعلمها "

ق:

- قوله:" تعالى وقالو لولا انزل عليه ملك ....".آية 8



- قوله تعالى : وقالو لولا انزل عليه ملك " اقترحو ا ايضاً . ولولا بمعنى هلاّ " ولو أنزلنا ملكا لقضي الامر  قال ابن عباس : لو

رأوا الملك على صورته لماتوا إذ لا يطيقون رؤيته . وقال مجاهد وعكرمة  لقامت الساعة . قال الحسن وقتادة : لأهلكوا بعذاب

الاستئصال لأن الله أجرى سنته بأن من طلب آية فأظهرت له فلم يؤمن أهله الله في الحال " ثم لا ينظرون " أي لا يمهلون ولا

يؤخرون .


- " وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو ..آية 32" أي لقصر مدتها


وقيل


ألا إنما الدنيا كأحلام نائـــــــم


وما خير عيش لا يكون بدائم


تأمل إذا ما نلت بالأمــس لذة


فأفنيتها هل أنت إلا كحــــالم


تم بحمد الله وفضله ولنا موعد في الغد مع الآيات 63-124



Comments (0)