كتب الأستاذ فوزي صادق هذا المقال الجميل وأحببت أن تشاركوني في قرائته والمتعة بين أحرفه ..
............

صرح مالك أكبر مزرعة للألبان في روسيا لأبنائه ودوّن ذلك في مذكراته ، إن سبب نجاحه في الحياة والسر في ثروته الفاحشة

 كانت بسبب قصة الصقر والدجاجة .


وإنها كانت الدافع القوي لرفع معنوياته أمام فشله المتكرر ، وأصبحت الداعم والمساند لبناء جدار صبره في مواجهة مصاعب الحياة

  وإن كلمة فشل لم تعد في قاموسه ، حتى بلغ مراده ونجح في نهاية المطاف ، وأصبح أغنى مزارع في دولة روسيا الأتحادية

 السابقة.

تقول القصة كما يروي هو على لسان جده المزارع ، إن صقراً مهاجراً بنى عش الزوجية فوق منحدر جبلي يعلو مزرعته فوضعت

 زوجته أربع بيضات ، وبعد أيام فقط تدحرجت بيضة من العش وأستقرت أسفل الجبل أمام قن الدجاج ، وفي جولة معتادة للديك

 الزير ، وجد إحدى بيضات زوجاته أمام القن ، فقام بدوره بإعادتها إلي الداخل ، فتقبلتها الدجاجة ، وهجعت تحضنها مع بقية البيض

 ليلاً وترقد عليها نهاراً .. حتى أنقـضت المدة وفـقس كل البيض وخرج صقر من بين إخوته الدجاج !

بعـد أيام وأثناء خروج الدجاج من القن ، شاهد الصقر ظل أبناء جلدته يحلقون في السماء ، فرفع رأسه وبلغ منه الشك خير مكمن أهو

 دجاجة أم صقر؟ فنظر إلي نفسه وتحسس ريشه وفــرد جناحيه ، ففكر في الطيران ، لكن إحباط إخوته الدجاج ( المتكرر )

 وضحكهم المتواصل حال دون فعله ذلك ! ومع مرور الوقت زاد نومه ، وذبلت وهبطت عزيمته شيئاً فشيئاً حتى أصبح خاملاً

 وكسولاً ، ولم يبرح قن الدجاج حتى وقت الشرب والأكل ، وفي النهاية .. مات الصقر دون عزاء ! فسحبته الدجاجة الأم ورمته

 بعيداً غير مأسوفاً عليه ، وكأنها تقـول ( لاحياة للكسالا ) .

سيدي القارئ الكريم ، ( ومن واقع التجربة ) لاتجعل من حولك يهبط من عزيمتك ، وأفتح صندوق قلبك ، وآرقى بروحك وأكتشف

 مواهبك ، فأنت كـفء للمضي في هذه الحياة ، وأنت قادر على أن تجد خطوات النجاح لتسير عليها ، فالله سبحانه وتعالى لم يخلق

 إنسان ذو عقل عبثاً ، ولم يعطينا هذا العـقل للملذات فـقط ، فكل إنسان مكلف بأن يقوم بدور في هذه الحياة ، واللقمة والنجاح لن تأتي

 إليك زحفاً وأنت رابض في مخدعك ! فأنت من عليه التحرك والبحث في مناكب الأرض والسعي لطلب الرزق وفي كافة أروقتها

 لبلوغ سلم النجاح ، فحتى مريم بنت عمران أم الأنبياء عليها السلام ، وبالرغم من صغر سنها وحالتها الصحية اثناء المخاض .. لم

 يأتيها الرطب إلي مكانها بالهوينة .. بل وقفت على رجليها ، وضربت بيديها الناعمتين الكريمتين ساق النخلة ، وهزتها حتى سق

 البلح بين يديها ، وكأن السماء تقـول : منك الحركة ومن الله البركة ، والعصافير تخرج أول النهار لتعود في آخره ، وبأفواهها كسرة

 عيش أبناءها .. لذا الصقر يبقى صقراً حتى لو عاش بين كوم الدجاج ، فكن صقراً في هذه الحياة ولا تلتـفت للمحبطين المتأخرين ففي

 النهاية ، لن يلتـفت عليك أولائك ، ولن يذكروك أو يمدو لك يد العون لو تأخرت عن السرب ، وكل إنسان مرهون بسلة أعماله

 ومدى بلوغه خطوات النجاح في غابة الحياة .. قال تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ

 وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} صدق الله العظيم ( سورة الملك – آية 15).. وفقكم الله.



Comments (8)

On 18 مايو 2011 في 11:58 ص , غير معرف يقول...

موضوع جميل اخت فاطمة البار

من جد وجد

ويجب على كل انسان ان يسعى ولا ييأس ابداً

دمتي بخير
القتطار

 
On 18 مايو 2011 في 12:17 م , الأديبة / فاطمة البار يقول...

شكرا للمرور

 
On 18 مايو 2011 في 6:06 م , غير معرف يقول...

قصة رائعة ومعبرة
طريق النجاح ليس سهلا وانما
به فشل والنجاح ان تنهض من فشلك وتصر على قهره

(اجمل نساء الدنيا)

 
On 19 مايو 2011 في 1:05 ص , الأديبة / فاطمة البار يقول...

نعم اجمل النساء الطريق صعب ملئ لكنه مع التوكل على الله ثم الاصرار على النجاح يتم ذلك
شكري لك غاليتي

 
On 20 مايو 2011 في 3:25 م , مطرة ندية يقول...

قصة رائعة ومعبرة للواقع .
فطريق الحياة والنجاح مفتوح للذين يزيلون الغشاوة من على أعينهم ويسدون آذانهم عن المحبطين والكسالى .

يعطيك العافية على الطرح الجميل .

 
On 20 مايو 2011 في 4:48 م , الأديبة / فاطمة البار يقول...

نعم اختي الطريق مفتوح وماتبقى غير العزائم والهمم
شكرا لك

 
On 4 يونيو 2011 في 7:21 م , فيروز على يقول...

لالليأس والاستسلام
الانسان دائما فى معركة
مع النجاح كل متعثر
أشتدت خطواطة الاهم
عدم الاستماع لمن يهبط العزيمة
دائما مواضيع تبعث
روح التفائل
دمتى بخير

 
On 5 يونيو 2011 في 5:44 ص , الأديبة / فاطمة البار يقول...

اهلا فيروز
نحتاج للامل دوما حتى نتجدد
شكرا لك عزيزتي