بالأمس كانت مجزرة ..صراخ وعنف بدا لي كفيلم كرتون مرعب ..عيون طبيبة تكاد تخرج من شدة الغضب..صراخ طفلتي..

تقييدها بقوة ...كنت أشعر بالألم وأنا أُعين الطبيبة عليها لكن العقل يوجب فعل هذا ...عيونها الصغيرة تتوسل إلي أن أرحمها وأتركها تهرب

دموعها كانت سهام قلبي ...للاسف لم يكن ثمة حل ياصغيرة فلتهدأي ...أنا أحبك ..بصوتها المقطوع ...لا...اتركوني ...وعودي لها

 أن تهدأ وأشتري لعبتها المفضلة ...وكل ما تريد لكنها تصرخ خوفا قبل أن تلمسها الطبيبة وهنا قررت أن أقول شيئا ...

*******

يهرب الأطفال ..يخاف الكبار

مع أَني طبيب لكن شيئا آخر يعني دخول عيادتي

يصرخ البعض قبل أن ألمسهم

ويبكي مستسلما البعض الآخر قبل الألم

رجالاً ..نساءً ...أطفالاً...

الكل واحد في الخوف و التصنيف .

ذات يوم دخَلَت صاحبة القلم ..سألها الطبيب..

بما أنك مهتمة مثلي ..

بما أن يديك تعرف سر آلاتي

بالله خبريني ماذا يدفع الجميع للهرب؟

هل عيادتي ماكينة للطحن في عيونهم

هل يشعرون أنها نهاية لا خروج منها

إنني أُخفف الآلام التي تُزعجهم

فما بالُهم يخشونني ..؟

*******

ابتسمت قائلة ..

أيها الطبيب

لا عليك ..

لستَ أنت السبب..

لكن هنا العجب

لمعان آلاتك يثير الفزع

حدائد ..

مشارح ...

مقالع ..

إبر كبيرة ..

سكاكين ..

وفوقها إضاءة كبيرة تُشعرهم أنهم في كارثة

ترفع إبره المخدر فُتسقط قلوبهم قَبْلا

رغم أنهم قد لا يشعرون بالألم

لكن الإحساس هو السبب

*******

اسمعني أيها الطبيب ..

صوت آلاتك تدك المكان وصوت الماء يثير الرعب والفزع

عيونك خلف اللثام تخفي بعض براءة وجهك وسماحته

****

صاحبة القلم ....

ما ذنبي أنا فيما ذكرتِ ..؟

هو الضرورة كما تعلمين

*******

قلت نعم يا طبيب الأسنان

يا صاحب البيان ..

الرفق بالإنسان

لتبتسم قبل ...

وتطلق أحرفك الجميلة قبل اللثام ..

دعهم يرون بسمتك ويعرفون أنك مثل باقي البشر لديك قلب ينبض بالحس ..

وثانيَ الأمور ..

لتُبعدَ الحدائد من فوق قلوبهم ...

لتكن جوارك .. لافوقهم

قرب الإضاءة... وليكن ثمة رسم جميل... يبحر الناظر فيه

وشئ هادئ يشغل الأذان عن صوت آلاتك المجنونة

أخفي الإبر فهي ما يسبب القلق

أسعد البشر بسرعة الصناعة

و ابتسم

لا تخبر أنك ستقلع

افعل ما تراه ثم قل بقي القليل

حتى يزداد الأمل

ثم ابتسم هاك يامريضي سوستك

انظر كم خلصتك من الوجع

عندها سترى الشكر ..والابتسام

لأنك طبيب الأسنان لا طبيب الموت في العيادة ...

أنت طبيب الخلاص والسلام

****

وتم بحمد الله استخراج السوسة بعد أن سمع كل المستشفى حكايتنا والصراخ المتعالي من هذه الغرفة التي تثير الفزع عند الجميع ...:)

Comments (4)

On 25 يناير 2011 في 1:54 م , زينب الهذال يقول...

ههههه

فطومة وكأنك تختصريننا جميعاً في هذه التدوينة

 
On 25 يناير 2011 في 11:30 م , الأديبة / فاطمة البار يقول...

اهلا بك زينوب...
هي معاناة الجميع
ارحب بك دائما في مدونتي وقلبي

 
On 30 يناير 2011 في 12:24 م , ام انس يقول...

ههههههههه فعلا معاناة عند زيارة الطبيب والحلاق كمان اكيدله قصص مثله

 
On 30 يناير 2011 في 12:45 م , الأديبة / فاطمة البار يقول...

هلا ام انس
قد كتبت قصه موت في ليلة العيد لعلك تمرين عليها فهي قصة الحلاق