نجاح وتفوق قد يثير الطرف الآخر ..

قد يُربك معنوياته وبعضا من قيمة المتذبذبة بين الأنا والأنتِ وأينا يجب أن يكون الأفضل ..

يرسم بريشة جافة ويتمنى ظهور الجمال والألوان ..ثم يبكي ويصرخ عند رؤية لوحة فارغة من الجمال ولكنها متهالكة من كثر حكها بفرشاته الجافة ..

علاقة بين الطرفين المكملين لبعضهما في الحياة ..بين الرجل والمرأة ..بين القوة والضعف ..بين كل ما يحلو لكم أن تطلقوا عليه من وصف..

سأتناول في طرحي اليوم مسألة النجاح الذي يؤرق الرجل ويقظ مضجعه ..

وبالطبع فالموضوع لا يتناول كل الرجال وسأضرب مثلين لذلك أثناء حديثي..

لكن في الأغلب وإن بدا الأمر غير واضح أو معبر عنه بالكلام فقد يكون التعبير بطريقة أخرى عن رفض النجاح أو رفض

أن تكون المراة أفضل منه علميا أو ماديا أو ثقافيا ..أو حتى المشاكسة معها في شؤونها تضييقا عليها ..

ربما يشعر البعض أن من تمام القوامة أن يكون هو الأفضل في كل شئ بينما نجد القوامة مكان تكليف له لا تشريف

وهي تتطلب الجهد والصبر منه عليها ..وهس مسؤلية يحاسب عنها يوم القيامة ..

نجاح المرأة بين سندان زوجها ومطرقة حياتها يدق ناقوسا ليُوقظ من غفل أن النجاج والتفوق حق من حقوقها الشرعية والإنسانية ..

فمن وجدت طاقة أو قدرة وإبداعا أو عقلا منتجا ومخترعا فلما لا يقبلها زوجها قبولا حقيقيا ويعتبره نجاحا له شخصيا ..

فليست المرأة بالتي تخرج عن دائرته التي يحيطها به إن احسن ثقته ولم عاطفتها وساندها دعما وثقه وتحفيزا في نجاحها

وشاركها بكل تفاصيل خصوصيات ذلك النجاح .

قالت ..عملت طبيبة وكان عملي يستدعي أن أسرق من وقت بيتي الليليّ والنهاريّ أحيانا أخرى ما يُسبب ضغطا على الأسرة

والزوج خصوصا..

لكن زوجي مثال رائع للأزواج ..ساندني ووقف جواري و بارك نجاحي وصبر على كل ما لاقيته من عناء حتى انتهيت من دراستي

 وصرت طبيبة فصار الفخر بابه وازددت تألقا بدعمه وسعادته بي زوجة طبيبة ..وصار يشاطرني همومي وحالات المرضى التي

 أحكي له عنها وبات راعيا للأطفال في غيابي بكل سعة وراحة بال ..

....ما أجمل ردة فعل هذا الزوج مع زوجته ومباركته إياها رغم التعب والعناء الذي يواجهه وصبره على حياة طبيبة بانشغالها و الأهم زرع الثقة في قلبها ..

اما الأخرى ..فيقف زوجها جدار منيعا تجاه إكمالها لدراستها الجامعية ويصدها عن ذلك بحجة أن البيت سيُهمل

وأن طلباته سيتم التقصير فيها بالرغم أنه لم يجرب الامر ..

تُنهي دراستها بالانتساب لتعود فرحة بدرجتها العلمية فيمنعها من الفرح بما أنجزت ويُصر أن لانجاح لها إلا في عمل البيت ...

يرى أنه لا يجب أن تكون أفضل منه ويخبرها بذلك صراحة ..فتقع بين أسر الزوج و فرحة نجاحها المكبوت ..

السؤال الذي يطرح نفسه بقوة أمام العديد من القَصَص التي نسمعها كل يوم ويتمثل قهر الرجل من نجاح زوجته بمنعها من العمل

 أو التشديد عليها في طلبات المنزل أو إغراقها بالملهيات من واجبات ورسميات تُبعدها عن حقلها أو كثرة الشجار معها على أتفه

 أمور الحياة أو طلب المادة منها مقابل نجاحها أو ربما التضييق في الحياة بأساليب مختلفة يتفنن فيها بعض مدعي الرجولة ..

السؤال الآخر... هو لماذا يُقهر الرجل عند نجاح زوجته ؟ هل تتدخل الأسباب النفسية والفسيولوجية في ذلك ..

عندما تُخطئ الزوجة وتشعره بأنها أفضل وأنه في مكان أقل منها تكون قد دفعت به الى القهر الداخلي وتنفيذ ما يملي به قلبه

وشعوره الرجولي فيتجاوز ذلك بالمزيد من الأخطاء في حقها وتكون هي سبب في ما يحدث لها ..

لكن في بعض الاحيان تكون المراة متفهمة وتخفي الكثير من نجاحاتها مجاراة لشعور الرفيق ولو كان صاحب درجة علمية عالية إلا انه يشعر بثمة أمر في نفسه ..

إلا أن بعض الاسباب التي يشعر بها الرجل كشعور بنقص رجولته فيما لو تقدمت زوجته عليه أو قلة اعتماده عليه أو الغرور

 الذي سيدخل في نفسه أسباب قد توهم الرجل وترهبه فيرفض النجاح القادم دون أن يجرب الوضع ..

فكثير من النساء تنجحن في مشروعها وتقيم بيتا متوازنافيما تظل البعض أسيرات لغرور النجاح فعلا لك يمكن للزوج

أن يعدل اتجاه ذلك بنصحها بداية وتوضيح الامر ونقاشه معها ..

و لاننسى رغبة السيدة خديجة رضى الله عنها في الزواج من الرسول وقبوله بها رغم الفارق المادي بينهما حيث كانت تاجرة

ذات مال وكان قليل المال عليه السلام إلا أن الزواج كان ناجحا بكل المقاييس المعروفة الزوجية والعلمية وتحقق من الفائدة والأطفال المبدعين .

من لطيف الأمر أن يتم حصول الزوجين على نفس المرتبة العلمية فيقفان جوار بعضهما بثبات ولا يكون موقف الندية موجود..

إن الرجل العاقل هو الذي يعي معني النجاح والتفوق لزوجته أنه نجاح لأسرته وأبنائه وضمان لتربية جيدة وأسره هادئة والرجل

 الأذكى هو من يصل لقلب زوجته عن طريق كل ما تحبه ويركز اهتمامه على اهتمامتها فيحصل على ما يريد ويزيد ..

موضوع طرحته أتمنى أن أكون قد وُفقت في عرضه وما نقص منه نناقشه عبر ردودكم ..وارائكم المبدعة ..

بقلم ..قلب النسائم

Comments (4)

On 5 يناير 2011 في 9:40 م , غير معرف يقول...

اخت فاطمة البار بعد التحية والاحترام

لا اعلم كيف ارد عليك الحقيقة هناك اغلب الرجال عندنا في سوريا طبعاً اتكلم بشكل خاصة يحاول ان يبحث عن فتاة احلامه ان تكون موظفة اولاً بسبب ان تعينه على اعباءالحياة ومتطلباتها

بمعنى لا يوجد نظرة دونية للمرأة عندنا في سوريا


المرأة والرجل قاسم مشترك في طبيعة الحال
توجد اخفاقات كثير للرجال في الحياة العمالية او الزوجية ولكن هذا لا يعني ان المرأة اذا نجحت وتفوقت في عملها يعني انها افضل من الرجل

واتصور اكثر النساءالتي تعاني هذة المشكلة في السعودية كل شيء ممنوع مع ان المرأة السعودية اثبتت جدارتها في كل المجالات وخاصة في المجال العلمي و الفكري والثقافي والادبي والاسري


وانا الصراحة بهنيكي على شريك حياتك الذي وقف بجنبك وهذا شيء مشرف لكل الرجال

دمتي بخير

القنطار

 
On 5 يناير 2011 في 9:49 م , الأديبة / فاطمة البار يقول...

كلام جميل سيد قنطار وبصمة تشكر على وضعها في نسائم..
لكن المرأة ليست عنصرا مكملا للرجل هنا بل يجب ان تكون تابعة وخاضعة حتى يهنأ الشريك وبدوافع الغيرة والمحافظة عليها ..
بينما في وجهه نري لو اعطيب الثقة لاعطت المزيد من النجاحات ..
لمرورك الشكر استاذ

 
On 7 يناير 2011 في 1:39 م , غير معرف يقول...

طبعاً اخت فاطمة الحقيقة يجب ان تعطى المرأة كل الثقة

وكل الحقوق ...

انا اريد ان اقدم لكي دور المرأة في سوريا

بثينة شعبان المستشارة الاعلامية السياسية لرئيس بشار الاسد

نجاح العطر وزيرة الثقافة الاعلام السوري سابقاً وغيرهن من النساء

انظري الى هذة الثقة ....

يا اخت فاطمة نجاح اي مجتمع في العالم سببه المرأة هي الاساس
فيجب علينا عدم تهميش المرأة في اي مجتمع

دمتي بخير على هذة المواضيع البناءه

قنطار

 
On 7 يناير 2011 في 2:14 م , الأديبة / فاطمة البار يقول...

احسنت سيد قنطار ...
والمجتمع الذي يمنع المرأة من الادلاء بما لديها يُحرم الكثير