صاحبة الابداع الراقية ..نبض حروف في قالب هادئ..

سنتوقف اليوم مع بعض ما لديها حتى تجود علينا باستضافة نتعرف فيها إلى المزيد عنها

أترك لكم بعض ما انتقيت من خواطر الأديبة ..سكينة البار  قلب النسائم الثاني ..


"السقوط ..."

((هكذا كان دائما "يحب السقوط",لم يحمل سجله سطرا واحدا خلا من احدى سقطاته العريقه


فمنذ ان سقط من بطن امه , بدا يمشي ويسقط ثم اخذت اسنانه تتابع السقوط..

وعندما فتي سقط من الد رج فصار لا يمشي الاويسقط وكم كان يسقط لسنين عده في دراسته

لكنه كان مليئا بالصمود والتحدي..والسقوط ايضا

حتى عندما اعلن عن وفاته جراء سقطته الشنيعه لم يعثر احد على اسمه في الاعلان حيث انه سقط سهوا.

لكنه كان محظوظا ايضا حيث كانت اسرته تحصل على اجر التقاعد بعد سقطته اقصد بعد موته !

وكان اسمه يسقط من لائحه المتغيبين في المحاضرات اثناء دراسته..

والمتاخرين في الدوام اثناء عمله..

ويسقط من مخالفات المرور وفواتير الهاتف والكهرباء و حتى من اسماء ابناءه المتسكين في شوارع المدينه

واخيرا توفي ساقطا على ظهره يقال بسكته قلبيه))

- هذا ما وجدته منحوتا على القبر

- ولكن ما سمه هل سقط ايضا ؟

- سكته موفقه..!



"أكثر من هذا "

حتى عندما أراد أن يرسم قلبه تعطل القلم..فجف قلبه عن النزيف.كالحلم!


فجفت الحياة في عينيه الصغيرتين جدا والمليئتين بالكثير

كان يعلق حقيبته السوداء على ظهره النحيل..ويحمل فيه الكثير

أكثر من ورق !!

كم كان طيبا.فلم يجرح أحدا بلسانه أبدا!!

ولا أخافهم ببنيانه..فارع الطول غزير الشعر بهي الطلعة

ماذا أقدم لك يا سيدي سأله النادل في المقهى..نظر إليه بعيونه الحمراء واجتر نفسا عميقا عبر انفه الضيق وصدره النحيل ابتسم واخرج لسانه

وأشار إليه: شئ يحرق هذا..شاي مر مثلا..!!كان لعابه يتطاير مع قهقهاته الطويلة حيث رفع رجلا فوق الأخرى وبدا الحديث بسخرية

شديدة عن لسانه "يوما ما سأقطعك أيها الوغد"! استطرد ضاحكا
فهم النادل طلبه وبدا مهتما جدا..حصل الرجل على الشاي واخذ يحرق به لسانه

وعندما أنهاه كان يبصق بفنجانه ويشرب..ويقهقه بصوته المجنون

النادل ينتظر انتهاءه من العمل..والرجل ينظر أيضا!!

يبتسم..النادل يصب فنجانا من الشاي..وفنجانا أخر ..وأخر....

-حسنا..كم حسابك أيها الطيب؟

_لا شئ اعتبر الشاي هديه مني..

بملئ فمه يقول:اوووه ه هاديه لي أنا؟؟؟؟
وماهي إلا لحظات

واختفى كل شئ

لسان ينزف فوق الفنجان..

قلب آخر أضافه لمجموعته الثمينة في الحقيبة المعلقة

قلت لكم.. أكثر من هذا !!




" عزباء في مسرح "

الجو خانق

ورائحة السجائر المحترقة على افواه عشاقها
تتسلل الى دماغي المنهك..

الاشياء الجميلة ذاتها ..

تبدو لي مسوخا مرعبة

..المقاعد المصفوقة عنوة ...بجوار بعضها

والستائر الزرقاء الملتفة حول بعض
الاضواء الخافتة ..وتلك الانفاس الدافئة التي تصطك خلف رقبتي
فتشتعل بقشعريرة مرعبة..في سائر بدني
لا اقوى على الحراك

ولا املك الشجاعة لاراهما ...

الحبيب يذهب بحبيبته

والتصفيق الاحمق يرج المكان..

تخلع الجميلة ثيابها المطرزة المهلهلة ..

ترتدي ثوبها الاسود ..

وتمضي...

دون ان تلتفت

ويلبس الجميل ثيابه السوداءويمضي ..

دون ان يلتفت
الناس تتحرك ازواجا ..

يرحلون باسمين

خائفين ...

مقرفين ...

انفاسهم لا تزال عالقة ..

وعرقهم متشبث بالكراسي الغاضبة ...

وتلك الانفاس الساخنة والاصوات اللعوبة ..لاتزال خلفي ..

هل انظر

ارحل حتى ؟؟

احدهم يشعل كشاف ضوء صاخب...

العجوز تنظف ما تحت الكراسي ..

وبين الكراسي ..

وفوقها ...

تنظر الي بعيون متعبة ...مجربة ...

اقرر ان انهي هذا الكابوس ..

اجمع الكلمات الغاضبة ...القاسية ...

والتي سانفثها في وجهه...

التفتت....

المقاعد خالية ..تنظر الي بسكون مخيف ...

رجل ضخم في اخر الرواق يرمقني منتظرا خروجي...

اخلع حلم الحب الخائن الذي ارتديته ...

وارتدي قلبي الاسود ..

وامضي ..

دون ان التفت

 
 
 
" الانف الكبير"

قلت لهم أكثر من مره أن انفي كبير

كانوا يسخرون ممني ليس اقتناعا منهم بكبر انفي ..ولكن هكذا هم دائما..فقط يسخرون

قلت لأبي مره انظر إلى انفي أرجوك..ألا يبدو كبيرا! نظر إلي وكان انفه في غاية الانفعال, وقال:كلا إن انفك معتدل !!!
قلت في خنوع وأناملي تتلمس أرنبه انفي..حقا كم هو صغير! احمر انف والدي وصرخ في غاضبا:قلت لك انه معتدل!

قفزت من مكاني..نعم..نعم ؟؟أنا اقصد انه كذلك..اعذرني!!رددت وأنا أشيح بوجهي قاصده جه الباب!!

كنت دائما أضع أصابعي حول انفي..اعلم انه كبير لكنهم لا يعترفون بذلك!!

ركبت مره قطارا, وكان انفي في أوج عظمته..في زاوية القطار تجلس سيده جمليه تنظر إلي وتحدق بعيون غلفتها الألوان..رددت

 في حياء تحياتها..لم افهم ما قالته من بعد في الحقيقة ظننت أنها تقول أن انفي كبير..ففرحت !وانطلقت إليها مسرعه, قلت لها:هل حقا

 انفي كبير؟؟

اشتدت نظرات المراه حده إلى انفي.وثم إلى حركاتي اظنها حسبتني مجنونة ..رددت عفوا !ماذا قلت؟؟؟تغير لون أنفها كثيرا ولون انفي الكبير أيضا !!

تراجعت لمكاني وأمسكت بمنيلي الحريري ولففته حول انفي ورحت أفكر بكيف اقنع الناس أن انفي كبير؟؟

قررت أن اذهب إلى الطبيب..نعم ذهبت إلى طبيب العيون قلت لأنفي:عسى طبيب العيون يرى حجمك الكبير, فلا بد أن عينيه كبيرتين أيضا !

وبعد أن استرخيت في الكرسي تمدد الطبيب في ثوبه الأبيض رافعا قدمه على طاوله مكتبه..استرقت النظر إلى انفه بينما كان يتابع

 أوراقي..كان انفه جميلا وحادا لكن عينيه واسعتين جدا..حقيقة لم اقدر حجم عينيه لأنه كان يرتدي نظاره سميكة جدا..بد ا لي انفه

 هادئا ومطمئنا

سألني ببرود مم تشكين.؟وبكل جديه وبأنف امتلئ عزيمة قلت له:انه انفي !انفي كبير يا دكتور !!

سارع الطبيب يسابق الزمن بنظراته التي تتلاحق تباعا نحو انفي الكبير والذي صار ازرقا..رفع صوته بعنف:ماذا ؟ماذا قلت مم تشكين ؟؟

كررت قولي فربما لم يسمعني جيدا فهو ذو أذنين صغيرتين:انفي انفي كبير..انفي !!!

كان انفه ينطق قبل لسانه..لقد قرأت ذلك عليه يقول إنني مجنونة!!

وبعد برهة استنفذها في مراقبه انفي استرخى في كرسيه واعتدل وقال بهدوئه السابق:صحيح..نعم..حقا إن انفك كبير!!!

لا باس سأعطيك دواء يجعله صغير!!

صحت فيه بغضب بالغ:كلا أريده معتدلا !! ابتسم:لا تقلقي سيكون معتدلا

وبدا يكتب في الأوراق دوائي فسألته بذكائي الذي لا يخونني..ولكنك لم تكشف على انفي الكبير بعد؟؟
هز رأسه وقال:آوه..لا تقلقي فانفك كبير جدا لا يحتاج لأكشف عليه..فقط استعملي هذا الدواء وسيكون انفك الكبير معتدلا بعد يومين فقط

أعطاني الروشته وكان انفه شديدة الاحمرار..ربما من العجب فهو لم يرى أنفا كبيرا كانفي من قبل !!

بعد يومين نظرت إلى نفسي في المراه وكدت أطير من الفرح

فانفي الكبير صار صغير ا..

اقصد معتدلا

ياه ما أسعدني..فانفي الكبير صار معتدلا

انف معتدل

كنت سعيدة جدا ولم اعد أضع يدي على انفي..فلن يسخر مني احد بعد اليوم لا ن انفي كبير!!!

ملاحظه:الأنف الكبير لا يجلب لك إلا المتاعب والكثير الكثير من الزكام !!!


هذا بعض مما انتقيته لكم من إبداع اختي الحبيبة ..متمنية لها المزيد من التوفيق والنجاح وللعلم فالأنف الكبير كان مما

نشر لها في جريدة الحياة ..




Comments (6)

On 13 نوفمبر 2010 في 8:57 ص , غير معرف يقول...

جميل جداً ماشاء اللع هائلة كلهم مبدعين ومبدعات...الله يحميكم يارب
أبرارالبار

 
On 13 نوفمبر 2010 في 9:00 ص , غير معرف يقول...

ماشاء الله ..إبداع أخت سكينة ..
ان شاء الله نشوف لك اصدارت قريبة..
موفقة ياعزيزتي

 
On 13 نوفمبر 2010 في 9:11 ص , الأديبة / فاطمة البار يقول...

أهلا بك أختي أبرار..
سعدت جدا بقرائتك..
لا تنسي قلمك أيضا أيتها المبدعة ..
دمت بخير وفي انتظار كل جديد لك

 
On 13 نوفمبر 2010 في 9:12 ص , الأديبة / فاطمة البار يقول...

غير معرف
أضم صوتي لصوتك متمنيا للاخت سكينة التوفيق في كل جديد لها وقديم ..:)
الشكر لمرورك

 
On 25 نوفمبر 2010 في 5:31 م , ندند يقول...

روعة٠٠اعجبتني قصة الأنف الكبير ياأجمل خالة

 
On 25 نوفمبر 2010 في 8:12 م , الأديبة / فاطمة البار يقول...

هلا نوني..
شدي حيلك ووريني القصة المنافسة لخالتك