لطالما عملت لمدة اربعين عاما اكدح واحاول جهدي ان اوفر لاسرتي الحياه الرغدة..والمال الحلال.
مضت الاربعون عاما بعد ان أكلت شبابي وصحتي ..لم اشعر الا وانا اكرم..
الجميع يصفق لعطائي الذي قدمته ويتمنى لي حياه هانئة سعيدة فيما تبقى من عمر.
جاوزت الستين عاما والشيب غزا شعري ودارت بينهما حرب ضروس انهزم شعري واعلن الحداد بانتشار البياض .
اصبحت متقاعدا..الجميع يرمي بنظرات عيونه ..لقد صرت الان عالة عليه .
زملاء العمل ...لم يعد احد منهم بحاجة الي..فلا املك لهم ضرا ولا نفعا.
يوم ان كنت بينهم وكانت لي اليد العليا كان وضعي مختلفا ,كانت تهدى الي اجمل الكلمات وبين حين واخر اغلى الهدايا العينية تقديرا كما يزعمون ,لكنه ليس تقديرا !! لقد عرفته الان .. انه تبادل منفعه قائمة.
ما ان انتهى دوري وانتهت حاجتهم الي... ركنوني كأي شئ يمكن ان يركن في الحياه..
اسرتي ..ابنائي....زوجتي ...اخوتي..جميعا يادنياي الباقية ...هل مللتم من تواجدي ...لاني متقاعد.
انا متقاعد يعني انا عاطل ..يعني انا غير مجدي لكم الان !!!
صحيح المال موجود لكن ليس بنفس كثرته يوم ان كنت اعمل ..اذن تقلص بعض الاوراق يقلص العواطف والعلاقة وتلك الحقيقة المرة التي لم ارد ان اعرفها يوما ما..
-ابي لماذا لا تبحث عن عمل يشغل وقتك ويسليك قليلا؟
بالله هل سئمتم وجودي في المنزل لتدعوني للعمل يوم ان رفضني العمل لكبري وهرمي..
كنت على مدى اربعين عاما اخرج صباحا و لا اعود الا بعد الظهر ,أغيب فترة طويلة عنكم ..
كنتم تشتاقون لي وللساعات التي تمر دون ان نمضيها سويا .
هل تغير الان كل شئ ؟؟
هل انقلب الشوق الى جفاء وقلبت المادة كل شئ..؟
هل علاقتي تبادل منافع فقط ..؟
انطقوا بالحقيقة المرة ..
انا احب ان اكون نافعا ومنتجا تختلف انتاجاتي وعطائاتي الان ..
في فترة شبابي كانت طاقتي هي المسيطرة على كل شئ فأعطيت وأبدعت .
الان قارب الفتيل على الانتهاء والعمر الى افول وما بقي اقل مما مضى ..
انا اعطيكم الان خيرا مما اعطيتكم من قبل.
اعطيكم شئيا لا يزول..
نصيحة ...حب ..خبرة وتجارب..متعه ورحمة وشئ من الفراغ والوقت الطويل لكم ..
ان كنتم تحبوني فلا تشعروني اني متقاعد ..انا ما زلت في وظيفتي الجديدة ..
الاب والجد والصديق وصاحب الخبرة والجار القديم ..
انا بسمة جديدة لديها التجارب والجلسات الهادئة الماتعه..
هلموا الي ...الى قلبي الكبير ..ويدي المكرمشتين..
يوما ما سأغيب عنكم وتعيشوا انتم هذه الفترة مثلي..
التقاعد ..ستذكرون معناه وكل حرف خططته لكم الان..

Comments (12)

On 2 مايو 2010 في 2:06 م , محمد البار يقول...

موضوع جميل ...لامست فيه الحقيقة المرة..
شكرا فاطمة..

 
On 2 مايو 2010 في 2:11 م , الأديبة / فاطمة البار يقول...

اهلا محمد ..منورني
لا تحرمناالطلة...

 
On 2 مايو 2010 في 3:41 م , أمل يقول...

موضوع جميل جدا جدا ويحكي واقع كثير من المتقاعدين لكن اغلب اللي اعرفهم لا يستسلمون بل يبحثون عن عمل ثاني
عارفه زوجي يعد السنوات اللي باقيه له عشان يتقاعد يتمنى تمر السنوات بسرعه او يقللون سنوات الخدمه
كسوووووووووووول مره

 
On 2 مايو 2010 في 5:02 م , الأديبة / فاطمة البار يقول...

اهلا امولي
لا تقولي يعد السنوات تراه بيزهق وبينقل زهقه لك وللاولاد..
خليه يفكر من الحين وفكري له كيف يستغل الايام القادمة
موفقين اختي

 
On 2 مايو 2010 في 10:06 م , سوسو يقول...

قمه في الذوق وروعه 000 كلمات تلامس القلب 000

وهي تجسد مايعانية المتقاعد من هموم وافكار

ويكون حساس لاي كلمة يفكر فيها كثيرا ليستخرج

مالمقصود منها هل طفشوا مني من رؤيتي

فعند تقاعدة يتفرغ للبيت والاولاد فيحاول تغيير كل

من حولة من اثاث ومن ماعتادوا عليه خلال السنوات الطويلة فيحاول تغييرها بيوم وليلة .

لماذا لاتصحوا الصباح لكي نفطر سواء لماذا تتأخروا

بالنوم الى اذان العصر لماذا هذا السهر

اين ذهب فلان والى اين انتي ذاهبة ومن هذه التي اتت

الان هل هذا وقت مناسب لزيارتها لكم وغيرها الكثير

فيكون مرحلة انتقاليه لاهل البيت بالكامل

ويعانون منه وهو يعاني منهم

فتكثر المشاكل الاسرية وكذالك نفسيت أهل البيت

بأجمعهم

أسألي مجربة :) :) سنتين قعد سوا انقلاب عاااام

 
On 2 مايو 2010 في 10:23 م , غير معرف يقول...

ذكرني موضوعك بمحاضره لنجيب الرفاعي
قال فيها شي طريف عن المتقاعدين
وهي مت قاعد
وقال انه يرفض ان يموت قاعدا
بل سيموت واقفا او صاعدا
وينصح بان نسميهم متصاعدين بدل متقاعدين

موضوع جميل ياتوته

خوخه

 
On 3 مايو 2010 في 12:13 ص , الأديبة / فاطمة البار يقول...

ياسلام عليك سوسو فعلا يكون حساس جدا ويقوم بتغيير كل شئ من حوله وهذا يسبب ضيق لاهله.اذن هي مرحلة يعاني منها ويعاني اهله وعياله ..مسكين هو ياليته انشغل باي شئ كقراءة او درس او فن يتعلق به..
تحياتي لك اختي

 
On 3 مايو 2010 في 12:14 ص , الأديبة / فاطمة البار يقول...

اهلين خوخة..
فعلا الاسم مت قاعد مؤلم ويحكي الواقع ..اعتقد من الصواب تعديله لمتصاعد..
اختلفت الاسماء والقصد واحد..
هلا فيك قلبي .

 
On 3 مايو 2010 في 1:24 م , ام انس يقول...

فعلا فاطمة مرحله حرجه للجميع من اكبرواحد في البيت الى اصغرواحدلكن اليقظه والهمه العاليه وشغل الفراغ من قبل المتقاعد ومراعاة النفسيات ووضع النفس في هذا الموقف من قبل اهل البيت كفيل بالتأقلم مع هذه المرحله واهم من هذاوذاك مشاعر المحبه والرحمه والامتنان لمن اسدى جزاء وافيا من حياته لاهله واحبابه
موضوع رائع اخيتي

 
On 3 مايو 2010 في 3:01 م , الأديبة / فاطمة البار يقول...

هلا ام انس بالضبط ..المسؤلية تقع على الجميع لكن وصف الحال بالكلمات لا يبلغ صدث الحالة التي يمر بها الشخص المتقاعد وانا اعرف الكثير ممن تسربالملل الى قلوبهم وحياتهم وصار حديثهم عن الموت والنهاية وعدم الشعور بالاحتياج لهم..
شكرا اختي لمرورك
دمت بخير

 
On 4 مايو 2010 في 5:53 م , وفاء يقول...

موضوع جميل ذكرني بطرفه كان يحكيها احد الاقارب
كان هذا القريب مغترب في الخليج وكل فتره يخرج لزياره اولاده في اليمن .يقول في اليوم الاول ارى جميع من في الدار مستنفر لخدمتي حتى اذا وصل العفش ووزعت عليهم الهدايا انفض الجمع من حولي وبعد ان كانت الجميع يتسابق لاحضار طلبي
اصبحت اقول الفطور يابنات يردون علي (عندك في المطبخ) خخخخخخخخ
أنا عن نفسي لو طال عمري وصرت متقاعده(عن شغل البيت طبعا) ماراح ازعل وراح احاول اعوض مافاتني من الطاعات والعبادات ايام الشباب ولو صرت عاله مو مهم ياما عيالي صاروا عاله علي وطلعوا عيوني بصير عجوز حبوبه جدا(افكر في مستقبلي من الحين هههههههه)

 
On 4 مايو 2010 في 11:51 م , الأديبة / فاطمة البار يقول...

جميل ان تفكري في مستقبلك ال1ي لا تمليكه...
احسن حل ان توفقي للطاعه والعبادة وما اجمل نور الايمان وبهائه على الكبير في السن.
عموما متى ما سقطت اسنانك المهترئة فاعلميني ربما شبت مبكرا ....ههههه...فارسل لك طقم اسنان تعويضي هدية مني.
الجميع يقول ساصبح حبوب وعسل واذا كبر ضاقت به الارض ذرعا وحدث ما لم يكن في الحسبان..
هلا بك يا ست العجايز