أسكن في بيت والدي أعيش  فيه حياة ظاهرها الجمال والسعادة .
كل شيء يتوفر , لايمل أبي من توفير أي احتياجاتي المادية ويحملني على بساط الدلع فأنا فتاته الوحيدة بين خمس فتيان.
أنهيت دراستي الجامعية وكنت أحلم تلك الفترة كأي فتاة أن يطرق طارق ويطلب القرب من والدي .
بدأت أكبر وبدأ شعري يتناغم فيه البياض  , فكلما ظهرت شعرة بيضاء في مقدمة شعري نزعتها لتظهر في مكان لا أراه
لا أحب أن أوجع قلبي بمرآها فتذكرني أني بلغت من الكبر عتيا .
أخفيها محاولة مني لإخفاء ما أجبرني الزمان على إظهاره .
فكرت في إكمال دراستي الجامعية لعلي ألتهي بها وأنشغل عن فارس الأحلام الذي طار مع الأحلام 
أكملت الماجستير ثم أتبعته بالدكتوراه , وبدا والدي فخورا بي وبنجاحي التعليمي .
الجميع يبارك ويهنئ وقلبي يئن على ماذا تهنئون وتباركون لقد اقتربت من الخامسة والثلاثين !
أظل ساهرة طوال ليلي  حتى تتعب عياني فتستلما للنوم .
أحلم كل يوم بيد تداعب شعري ويزورني فتاي فيقول أنا قادم لأبدل حياتك إلى كلمة (حب وسعادة) ثم يصطدم شعاع الشمس
بوجهني فيوقظني من حلمي الجميل ...كي يوم يمر أثقل من سابقه .
أنا أنثى أملك جمالا فلم لم يدق بابي أحدا ؟ تناديني شغاف قلبي  : إنه النصيب ولا بد من يوم آت .
تنام أمي كل ليلة جوار زوجها ( المكرم أبي ) فأدعو الله أن يحفظهما وأتمنى أن انام مثلها 
هل تفهمون .. أنا أعاني من الوحدة ! أريد أن يضمني محب خفيف الروح .
أقلب محطات التلفاز فتمتلئ عيناي بصور كثيرة لا أرى فيها إلا جمال ذاك المذيع و وسامة ذلك الممثل ويلفت نظري
وقار الشيخ الشاب . جميعهم عندي يملكون قدرا في فؤادي ودعاء أن أرتبط  بمثلهم .
أقفل التلفاز لأعود لفراشي ولأحلامي .
 وتتوالى الأيام حتى بلغت التاسعة والثلاثين و لا أمل لي في ذلك .
كنت أستمع لدعاء أمي لي خلف كل صلاة بالستر , فقد كانت تخشى أن تفارق الدنيا وتتركني وحيدة مع إخوتي وزوجاتهم .
يارب ماذا أفعل !
ذات مرة كنت أقلب أوراق مكتبة بيتنا العامرة فعثرت على طية ورق بين الكتب كانت مسودة لوصية والدي
التي يحتفظ بها أطال الله في عمره .
قرأت قصاصات منها فكان ما أسال دمعي مطرا أغرق الورقة وأذاب حبرها الكلمات .
(اسمعوا يا ابنائي ...استوصوا بأختكم خيرا فهي لم تزوج إلى الآن فإن أنا مت فلا تقبلوا أي زوج يأتي لا يكافأها في النسب .....)
ثم يكمل (لقد رددت عشر من الرجال كلهم طلبوا الزواج ولم أبلغ أختكم بهم . لقد كانوا بقدر من العلم والاخلاق الحسنة لكن تعرفون شروط قبيلتنا وعاداتنا أن لا ننزل عن نسب أقل كفئا ......الخ)
تسمرت قدماي ..سامحك الله يا أبي لم أكن أعرف أنك السبب في عنوستي ولم أعرف أنك أسير هذه الافكار السوداء.
لماذا تذكرني في وصيتك ؟ أ تريد أن تبرئ نفسك من تهمة ستلحقك مدى الحياة وبعد الممات ؟! 
لن أغفر لك أن تذهب وتتركني عانس لقد قتلت حياتي يا أبي .
صرخ قلبي بعدها يا بشر أريد أن أتزوج ...!!


Comments (12)

On 28 فبراير 2010 في 3:17 ص , وفاء يقول...

قصه حزينه جدا
حكت لي أمي عن امرأه توفيت وهي عجوز ولا زالت عذراء
بسبب موضوع النسب
وزر كبير يتحمله الاب وهو يفرط في الأمانه التي استأمنه الله عليها ويخالف قول الرسول صلى الله عليه وسلم في وجوب تزوج البنت لمن نرضاه دينا وخلقا
بسبب أمور من الجاهليه ماأنزل الله بها من سلطان
قصه جميله جدا

 
On 28 فبراير 2010 في 5:18 ص , الأديبة / فاطمة البار يقول...

اهلا وفاء فعلا هذه القصص وشبيهاتها حزينة جدا لكن المؤلم انها واقعنا الان فالبيوت ملئ بالنساء الغير متزوجات ممكن ذهبن ضحية عناد الاهل وعجرفتهم
هلا فيكم وسلامات من الامطار

 
On 28 فبراير 2010 في 6:57 ص , أمواج صامته يقول...

لا ادري هل الانجاب والتربيه يجعل الأب يعتقد أنه بذلك أمتلك الابنه وأصبحت جزء من أملاكه
اذا كانت الرسول صلى الله عليه وسلم اخبر عن المرأه التي حبست القطه أنها دخلت النار فما بالك بمن يحبس ابنته عن الزواج ويفني زهرة شبابها ويحرمها من ابناء يرعونها في شيخوختها بشروط ما انزل الله بها من سلطان
ما اقول الا حسبي الله ونعم الوكيل
بصراحه انا لو وضعت مكان المرأه التي ذكرتيها فلن اسامح ابي ابدااااااا

 
On 28 فبراير 2010 في 7:34 ص , الأديبة / فاطمة البار يقول...

اهلا فيك امواج اللي صاير ان البنت رغما عنها تسامح ابيها ليس بارادتها الامور تمشي وما يبقى لها الا العفو فهو ابوها مهما فعل في حقها لكن القصد التنبيه للاباء من الابتعاد عن ظلم ذوي القربى فهو اشد مضاضة
منورة المدونة بزيارتك صديقتي

 
On 28 فبراير 2010 في 4:43 م , ام انــــــــس يقول...

مؤسف جدا ان يكون هناك آباءكمثل هؤلاءوهنا يأتي
دورالمشايخ والاعلام في توعية هذه الشريحه من الناس وتبيين حكم الله ورسوله في هذا السلوك
جزاك الله خيرعلى طرحك القيم

 
On 28 فبراير 2010 في 5:13 م , نانا يقول...

جزيتي خيرا فتو
شكرت الله اني متزوجه
حينما نقرا مثل هذه القصص نعلم عظيم فضل الله علينا
أجدت الطرح
موفقه























ا

 
On 28 فبراير 2010 في 5:23 م , الأديبة / فاطمة البار يقول...

اهلا فيك ام انس الحمد لله ان الموضوع نال اعجابك صديقتي واختي الفاضلة
مرحبا فيك

 
On 1 مارس 2010 في 12:04 ص , الأديبة / فاطمة البار يقول...

مرحبا فيك غاليتي نانا فعلا الحمد لله يجب ان تخرج بصدق من كل متزوجة فقد انتهت معاناه كبيرة
ان حافظت على بقية حياتها فلن تلحقها معاناه من نوع اخر
سعيدةجدا جدا بمرورك فلك مكان خاص في قلبي وكل كلمة منك اعتبرها وقود لي

 
On 1 مارس 2010 في 11:21 م , سوسو يقول...

بسم الله الرحمن الرحيم

اولا ً أدعوا الله أن يرزق جميع الاخوات بالزوج الصالح

الذي يخاف الله في نفسة وفي زوجتة .

هذه من العادات التي توارثها أبائنا من اسلافنا

ومجتمعاتنا السابقة والان تظهر بمسمى ( تكافؤ

النسب ) وهذه من أسوأ العادات وهي تتناقض مع ما

أوصى به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حين قال :

( تُنكح المرأة لأربع لمالها , وحسبها , وجمالها ,

ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك)رواه

البخاري

وقال : ( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه )

فمن اين أتت هذه العادات السيئة وكيف توارثها

اجدادنا.

الان يجب ان يقف الإعلام وعلماء المسلمين للتصدي من

هذه العادة السيئة .

جزاكي الله كل خير على طرح هذا الموضوع الحساس .

 
On 2 مارس 2010 في 12:09 ص , الأديبة / فاطمة البار يقول...

وجزاك ربي كل الخير ووفقك في زواجك ان شاء الله
انا لمست مشكلة لاني انثى اشعر بكل الاناث وتنميت لو يقرأ موضوعي من يسمون الرجال
مرحبا فيك صديقتي

 
On 9 مارس 2010 في 1:46 ص , لولا يقول...

يؤؤؤؤ

شوو دا ظلمم بقووة وربي انقهرت على ابوها

حتى هو ميت شره واصل

غش غش غش هو تزوج وخلف ومات وعياله كمان ودي المسكينه يخلوها الى مايجي النسب المكافئ كانو راح تتزوج نسب او رجال
يعني الوحده لاوصل عمرها 35 فرص الزواج تقل حتى الحمل يقل
بس هنا مو معترف بوجود امراه لها كياان

الله يعين البناات الي ابوهم مثل كدا
وفي بنت عجبتني رفعت قضيه ووقفت ضد اهلها الله ينصرها بمعركه النسب دي

 
On 9 مارس 2010 في 1:51 ص , الأديبة / فاطمة البار يقول...

هلا لولا فيك .... منورة
صحيح القصة تقهر واللي قهر انه ما حد قادر يصحح الاخطاء هذه
مومعترفين بكيان اسمه امراة صحيح والا يعترف رح يكون تحت ستارة الخوف من العادات والتقاليد الاثمة
مرحبا فيك مرة ثانية يا قلبي